شبكة المدونون العرب
تُعد مشاعر القلق والحزن والاكتئاب الشديد استجابة طبيعية للجسم عند الإحساس بالصدمة، إلا أن تلك المشاعر يمكن أن تكون مصحوبة أيضا بآثار جسدية قوية، مثل التنفُّس السريع وزيادة معدل ضربات القلب والشعور بالغثيان أو آلام البطن.
المشاعر وتأثيرها المباشر على الجسم
بالرغم من كونها أحد الأعراض المخيفة والمؤلمة، فإن من الطبيعي تماما الشعور بضيق في الصدر وصعوبة التنفُّس عند المعاناة من الحزن الشديد والقلق القوي والتوتر بحسب موقع "ميديكال نيوز توداي" (Medical News Today).
ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالقلق معتقدين أن الأعراض التي تؤثر على تنفسهم مرتبطة بمشكلة جسدية. في الواقع، تؤثر الصحة النفسية والعقلية على الصحة الجسدية بعدة طرق مباشرة.
أعراض القلق والاكتئاب الجسدية
القلق هو استجابة الخوف الطبيعية للجسم البشري. يُعرف هذا باسم استجابة "القتال أو الهروب" أو (Fight Or Flight). وعادة ما يتفاعل الجسم بطرق جسدية وعقلية لتجهيز الإنسان إما للقتال والدفاع عن نفسه تجاه السبب أو العامل الخارجي، أو الهروب من موقف خطير.
وأظهرت الدراسات وجود علاقة قوية بين القلق والحزن الشديد والمشاعر القوية وأعراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك ضيق التنفس.
وتشمل الأعراض الأخرى التي يمكن أن تحدث أثناء هذه الاستجابة:
- سرعة التنفس (فرط التنفس).
- ضيق الصدر.
- ضيق التنفس أو الشعور بالاختناق.
- الشعور وكأن لديك كتلة في حلقك.
- الشد العضلي.
- خفقان القلب (وكأن ضربات القلب أقوى وأسرع).
- الشعور بالإغماء أو الدوار أو عدم الثبات.
- الغثيان أو الإحساس بألم في المعدة.
- الأرق أو التهيج أو الشعور بالضيق.
وبشكل عام، ترتبط العواطف ارتباطًا وثيقًا بحالة الجسم الفسيولوجية، بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم وكيفية التنفُّس وعمقه.
وتوضح الطبيبة الأميركية جينيفر هيتيما، لمجلة "سايك سنترال" (Psych Central) للصحة النفسية أن "التغيرات الفسيولوجية، والتجربة النفسية للعواطف المختلفة، تكيفت لكي تساعدنا على الاستجابة لبيئتنا بسلوكيات تعزز البقاء الناجح".
علاقة القلق بالتنفُّس وضيق الصدر
وبالتالي قد يشعر الشخص بضيق في الصدر وعدم قدرة على التنفس وتسارع في أنفاسه وضغط دمه لأن الجسم يحاول الحصول على المزيد من الأكسجين للعضلات، مما يعد الشخص للجري أو العراك.
وقد يزداد معدل ضربات القلب ويشعر الإنسان بالحرارة، تزامنًا مع ضخ المزيد من الدم إلى العضلات، مما يعد الشخص للقتال.
كيف يمكن استخدام الأنفاس لتهدئة المشاعر السلبية؟
وتكمُن الخطوة الأولى لتدارك حدة المشاعر السلبية الغامرة في السماح بالشعور والعواطف لكي تأخذ وقتها، ثم العمل بوعي على تعديل وتيرة الأنفاس والشد العضلي للجسم.
وللتخفيف الفوري من ضيق التنفس الناتج عن القلق والحزن أو الإحساس بالخوف، قد يحاول البعض تقنية التنفس البطني، وذلك من خلال التقاط أنفاس عميقة من الأنف، والانتظار بضع ثوان، قبل الزفير من الفم.
وتعمل تلك التقنية على توفير بعض التوازن عبر تقليص الحجاب الحاجز وتوسيع البطن وتعميق الشهيق والزفير وتناغمه بالصورة الطبيعية التي يكون عليها عند الاسترخاء، تصنُّع الحالة لحين استحضار الجسم لها فعلاً.
خطوات التعافي من ضيق التنفس بسبب المشاعر السلبية
ينصح موقع "هيلث لاين" (Health Line) للصحة والمعلومات الطبية، بخطوات محددة من شأنها تخفيف حدة الشعور بضيق التنفُّس المصاحب للمشاعر السلبية، وهي كالآتي:
- الجلوس بشكل مريح على كرسي أو الاستلقاء على سطح مستوٍ، مثل السرير، مع دعم الرأس.
- وضع إحدى اليدين على أعلى الصدر والأخرى أسفل القفص الصدري.
- التنفس ببطء من الأنف حتى تتحرك المعدة للخارج.
- الاسترخاء والسماح للبطن بالتقلُّص للداخل عند الزفير.
- مواصلة أخذ أنفاس عميقة وزفير، والشعور بالمعدة ترتفع وتهبط لمدة 5 إلى 10 دقائق، أو لحين الشعور بالتحسُّن.