القاص و الكاتب: عبد الجبار الحمدي - العراق
كثيرا ما ينعطف الوقت متبرجا بترهات ملصقات مرشحين على جدران و أعمدة منسية، منتهكة صمتها عنوة للواقع المزري... تزين ملصقاتهم اعمدة ميتة، لم تستطيع ان ترفض او تركل منافقين الظلام الدامس، يسير وقد دس أنامله في بطن جيوبه الممزقة... لا لشيء فقط كي بخفيها عن عيون مروجي إعلان انتخبوا من يمثلكم.... علامات استفهام كبيرة وكثيرة؟؟ تخرج في تظاهرة عارية من الملابس الداخلية همها كشف عورة السابقين ممن ترشحوا في وضح النهار... كلما استدار مبتعدا يجد أمامه صور نافقة الضمير... يلبس أحجية الخروج من المتاهة بعناوين اريد وطن، يمسك بزمام لسانه حتى لا يخرج بمفردات تودي به الى السجن، فبالكاد خرج من تلك المرة التي انتقد فيها حمار البرلماني الذي قال عنه إنه لا هم له سوى البحث في مكابات نفايات مثل صاحبه الذي جاء عليه راجلا الى جواره... لم يكمل جملته بعد ان غاب عن الوعي... هناك في تلك الزنزانة كان أنامله تخربش على جسد الجدران... في محاولة القيام بالإعتراض على أساليب تعذيب همجية، لم يعول ان يجد من يقرأ او يجيب على اسئلته، لأنه يعرف الجواب مسبفا، انتعل رأسك وليكن دون شسعه، او أرتضي لنفسك خُفي حُنَين.
أظنني غيبت عن العالم الخارجي سنين جرداء كنت ألقم البعر حبات تمر، واشرب بول الحمير شاي اخضرمرة وقهوة عربية مرة أخرى أنها من واجبات كرم الضيافة... و احتفالا بقرب خروجي من متنزه المعتقل، كنت قبلها قد اخذت دروس تأديبية في كيفية الحفاظ على قيمة المفردة، ألزموني الحجة ان احافظ على أناملي اكثر من حياتي فموعد الانتخابات قد قرب و لابد لي أن أغمس أصبعي في است العلبة ذات اللون البنفسجي بعدها اخرجه مزهوا بأني قد شاركت فرحة بعص الديمقراطية...
لكني برغم كل تلك التدخلات والتهديدات رمت نفسي عاشق لمقولة أنا حر، سرت تلك الكلمات و من خلال الوشاة و ديوثي السلطة كالنار في الهشيم، سارعت مبتعدا الى حيث لا اذن تسمع ولا عين ترى، واكبت الحدث الإعلام يغرد كما الغربان التي تتصهلل... البشر فيهم من جهر بالموافقة والقول، ومنهم من ألزم نفسه الخرس، أما أناملي فقد كانت تركض حيث كابينة الإقتراع، تسوقني دون أن أرغب... امسك بتلابيب الورقة، خطفت القلم من فم جيب صاحبه المريض نفسيا، كتبت على الورقة أنت لا تصلح لأن تكون ممثلا إلا في حظيرة الحيوانات... أما حظيرة البشر اجدك منافقا...