وكالة البيارق الإعلامية
نتطرق في السطور القادمة إلى نقاش مشكلة التهاب المسالك البولية والجماع؛ لنتمكن من معرفة الأسباب وكيفية تجنبها، بالإضافة إلى الأعراض التي تعانيها النساء على وجه الخصوص، وأيضاً طرق العلاج الفعالة.
ما هو التهاب المسالك البولية
هو عدوى تصيب أحد أجزاء الجهاز البولي سواء كانت في الكليتين، أو مجرى البول، أو المثانة البولية، مع العلم أن التهاب المثانة البولية هو النوع الأكثر شيوعاً. يحدث هذا الالتهاب بسبب انتقال البكتيريا التي تتواجد بالفعل داخل الجهاز الهضمي إلى داخل الجهاز البولي؛ وذلك عند وصول هذه البكتيريا إلى سطح الجلد بمنطقة فتحة الشرج بعد عملية الإخراج؛ ثم يسهل انتقالها إلى داخل مجرى الجهاز البولي. أما أنواع البكتيريا المسؤولة عن حدوث هذه العدوى فهي:
- الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli) المسؤولة عن أكثر 80% من حالات العدوى.
- المكورات العنقودية (بالإنجليزية: Staphylococcus saprophyticus).
- فصائل البكتيريا المعوية (بالإنجليزية: Enterobacter).
- بروتيوس (بالإنجليزية: Proteus).
- الكليبسيلا (بالإنجليزية: Klebsiella).
- الزائفة (بالإنجليزية: Pseudomonas).
العلاقة بين التهاب المسالك البولية والجماع
وُجد أن هناك علاقة بين حدوث التهاب المسالك البولية والجماع، لكن يشيع حدوثه مع النساء عن الرجال؛ وذلك للأسباب التالية:
- سهولة انتقال البكتيريا من فتحة الشرج إلى فتحة مجرى البول نتيجة قربهما من بعض.
- دخول البكتريا إلى الجهاز البولي يكون سريعاً؛ بسبب قصر طول أنبوب مجرى البول في النساء.
- الجماع المتكرر ولمدة طويلة يؤدي لالتهاب مجرى البول وحدوث عدوى.
- عدم اتباع قواعد النظافة الشخصية بطريقة صحيحة بعد عملية الإخراج، التي تكون من الأمام إلى الخلف.
- جفاف الأغشية المبطنة للمهبل ومجرى البول، وذلك عند الوصول لسن انقطاع الطمث.
ممارسة الجماع عند التهاب المسالك البولية
أعراض التهاب المسالك البولية
نذكر فيما يلي الأعراض الشائعة لالتهاب المسالك البولية مع الجماع، التي منها على سبيل المثال:
- ألم وإحساس حارق عند التبول.
- الحاجة المُلحة إلى التبول باستمرار.
- تغير لون البول إلى الزهري أو الأحمر.
- ألم مع الشعور بعدم راحة في منطقة الحوض (الجزء السفلي من البطن).
أما في حالة وصول العدوى إلى الكليتين تظهر مجموعة أعراض أخرى إضافية؛ مثل:
- ألم بالجزء العلوي من الظهر، وعلى جانبي البطن.
- الغثيان.
- القيء.
- الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.
- القشعريرة.
التهاب المسالك البولية والجماع في الحمل
- الاضطرابات الهرمونية بالأخص هرمون البروجيسترون، الذي يسبب تمدد في مجرى البول؛ مما يؤدي إلى دخول البكتريا بسهولة إلى الجهاز البولي.
- مع التقدم في أشهر الحمل يزداد حجم الرحم؛ مما يضغط على المثانة البولية ويسبب صعوبة في تفريغها من البول؛ مما يزيد من احتمال حدوث العدوى.
- ضعف الجهاز المناعي خلال مدة الحمل؛ مما يجعل الجسم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.
- خروج الكثير من المواد مع البول التي تزيد من فرص الإصابة، التي منها: البروتينات، والسكر، والهرمونات.
مما لا شك فيه أن عواقب التهاب المسالك البولية في الحامل ليست بسيطةً؛ إذ إنها قد تؤدي إلى تطور العدوى سريعاً ووصولها إلى الكليتين مسببةً عدة مضاعفات؛ مثل:
- الولادة المبكرة.
- الأنيميا.
- إصابة الأم بمتلازمة الضائقة التنفسية (بالإنجليزية: Respiratory distress syndrome).
- الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis).
- ولادة أطفال منخفضي الوزن.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية
توجد مجموعة أخرى من العوامل التي تسهم في زيادة حدوث مشكلة التهاب المسالك البولية بالأخص عند الجماع؛ مثل:
- الإصابة المسبقة بالتهاب المسالك البولية.
- الحمل لمرات متكررة.
- السِمنة.
- الإصابة بداء السكر.
- تشوهات بالجهاز البولي، أو التناسلي.
- التاريخ المرضي السابق لإصابة أحد أفراد الأسرة بالتهاب المسالك البولية.
كيفية التشخيص
طرق علاج التهاب المسالك البولية
يتم استخدام المضادات الحيوية في حل مشكلة التهاب المسالك البولية مع الجماع هو الاختيار الأول والفعال، التي تستغرق أياماً قليلة حتى يظهر تأثيرها في تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ، لكن بالرغم من ذلك يجب ألا يتوقف المريض عن تناول الأدوية، إلا بعد انتهاء المدة التي حددها الطبيب. أما في حالة الحمل فليست كل المضادات الحيوية يمكن استخدامها، لذلك يمكن تجربة علاج التهاب المسالك البولية بالعسل ، أما بالنسةللمضادات الحيوية للالتهاب فتكون مقتصرةً فقط على الأنواع الآمنة التي لا تؤثر على الجنين؛ مثل:
- البنيسيللينات (بالإنجليزية: Penicillins).
- الإريثرومايسين (بالإنجليزية: Erythromycin).
- الأموكسيسللين (بالإنجليزية: Amoxicillin).
يمكن أن يصف الطبيب أيضاً بعض الأدوية المسكنة لألم البطن والظهر، بينما في الحالات التي تكون معرضةً للإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية، فتتبع نمطاً مختلفاً فيعلاج التهاب المسالك البولية، الذي يشمل التالي:
- العلاج المهبلي بالإستروجين للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
- استخدام جرعة واحدة من المضادات الحيوية بعد الجماع مباشرةً.
- تناول جرعة منخفضة من المضاد الحيوي لمدة 6 أشهر.
الوقاية من التهاب المسالك البولية عند الجماع
تظل دائماً الوقاية خير من العلاج وأكثر سهولةً، مقارنةً بالآثار الجانبية التي قد تترتب على التهاب المسالك البولية مع الجماع عند إهماله، أو تكرر حدوثه، ومن هذه النصائح المُوصى بها ما يلي:
- التبول قبل الجماع وبعده.
- الاهتمام بتنظيف منطقة الأعضاء التناسلية من الأمام إلى الخلف قبل الجماع وبعده.
- شرب الكثير من الماء بما يعادل 6-8 أكواب على مدار اليوم، وبعد الجماع على وجه الخصوص؛ للتخلص من أي بكتيريا في مجرى الجهاز البولي.
- استخدام مزلق مهبلي (بالإنجليزية: Vaginal lubricant) عند الجماع؛ لتقليل تهيج مجرى البول والتهابه.
- العناية بنظافة المنطقة التناسلية بغسلها برفق بالماء الدافئ يومياً، وكذلك قبل الجماع.
- تجنب استخدام مزيلات العرق المهبلية، والغسول المهبلي.
- استخدام وسائل منع الحمل التي لا تحتوي على مبيد النطاف أو الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Spermicide).
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
- الحد من المشروبات الكحولية، والأطعمة الحارقة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية.