شبكة المدونون العرب
اكتسبت أعشاب الطب البديل شعبية واسعة في علاج العديد من المشكلات الطبية، باعتبارها من الوسائل التي تدعم الأدوية في تحقيق أهداف الخطة العلاجية للمريض، ويعد الاكتئاب والقلق من أمراض العصر التي يبحث الجميع عن حلول فعالة لها، فهل يمكن علاج الاكتئاب والقلق بالأعشاب؟ هذا ما ستجيب عليه السطور القادمة من هذا المقال.
هل يمكن علاج الاكتئاب والقلق بالأعشاب
تؤثر اضطرابات الاكتئاب والقلق على ما يقرب من 18% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى اتساع خيارات العلاج لهذه المشكلات، لتشمل الخيارات الدوائية، وأعشاب الطب التكميلي التي خضعت إلى كثير من الدراسات، وتم التحقق من فعاليتها في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
ينبغي التنويه إلى أن الأعشاب لا يمكن أن تستخدم بمفردها في علاج القلق والاكتئاب، وأن الخيار الدوائي هو الأساس والحل الأول في علاج هذه المشكلات، لكن لا يوجد مانع طبي من الاستعانة ببعض أعشاب الطب التكميلي التي تعزز من فعالية خطة العلاج، خاصةً في مشكلة نفسية مثل القلق والاكتئاب؛ لأن الاستجابة للأدوية تختلف من مريض لآخر، الأمر الذي يجعل الطبيب يستخدم أكثر من خيار دوائي حتى يصل للعلاج الأكثر توافقاً مع حالة المريض.
أعشاب تعالج الاكتئاب
الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) هو مرض نفسي شائع وخطير، يؤثر بطريقة سلبية على مشاعر المريض، وسلوكه ، وتصرفاته، مما يؤدي إلى شعوره الدائم بالحزن، وفقدانه للاهتمام بالأنشطة التي كان يفضلها من قبل، هناك العديد من الأعشاب التي أثبتت فعاليتها في التخفيف من أعراض الاكتئاب، نستعرضها في هذا الجزء من المقال.
تعد جذور الجينسينج من أشهر المكونات الطبيعية المستخدمة في علاج العديد من المشكلات الصحية في الطب البديل، فقد استخدم في الطب الصيني منذ آلاف السنين؛ لمساعدة المرضى على تقليل آثار الإجهاد، وزيادة الطاقة والوضوح الذهني، كما تربط بعض الدراسات بين استخدام الجينسينج وبين الحد من بعض الأعراض المصاحبة للاكتئاب؛ مثل: انعدام الحافز، وضعف الطاقة.
أشارت بعض الدراسات إلى الدور الذي تلعبه نبتة سانت جون أو كما يطلق عليها عشبة القديس يوحنا في التخفيف من أعراض الاكتئاب، خاصةً الحالات البسيطة إلى المتوسطة، لكن مع ضرورة الحذر من التداخلات الدوائية لهذه النبتة؛ حتى لا تقلل من فعالية الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج الاكتئاب.
يعد زيت اللافندر من الزيوت الأساسية التي تستخدم بشكل شائع في الاسترخاء، والتخلص من القلق والاضطرابات المزاجية، وهناك دراسة علمية أجريت عام 2013، وأوضحت أن اللافندر قد يكون له دور فعال في التخلص من الحزن، والاضطرابات المزاجية المصاحبة للاكتئاب، إلى جانب قدرته على التخلص من اضطرابات النوم.
تشير بعض الدراسات التي أجريت عام 2018 إلى أن الزعفران له دور مساعد في السيطرة على أعراض الاكتئاب، بشكل يضاهي بعض الأدوية المستخدمة في علاج الحالات البسيطة والمتوسطة من الاكتئاب، لا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات للتحقق من الآثار الجانبية المحتملة للزعفران.
الروديولا
تعد الروديولا من أشهر الأعشاب المستخدمة في التخفيف من التوتر والاكتئاب، حيث توضح بعض الأبحاث أنها تلعب دوراً هاماً في التأثير على بعض النواقل العصبية في المخ، مما يؤدي إلى تحسين بعض الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.
أعشاب تعالج القلق
القلق (بالإنجليزية: Anxiety) هو اضطراب نفسي شائع يعاني المرضى فيه من خوف شديد مبالغ فيه بخصوص المواقف الطبيعية التي تتكرر بشكل يومي، بشكل يجعل المريض لا يستطيع السيطرة على هذه المشاعر، مما يؤدي إلى تداخلها مع قدرته على القيام بأنشطة حياته اليومية، نوضح في السطور القادمة أشهر الأعشاب الطبيعية المستخدمة في علاج القلق.
تتمتع عشبة الاشواجندا بفوائد متعددة في علاج القلق والتوتر؛ فهي تحتوي على بعض المركبات التي لديها خصائص مهدئة، ومضادة للإجهاد، وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول إحدى المكملات الغذائية التي تحتوي على الاشواجندا بتركيز 300 مللي جرام يومياً، يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض المصاحبة للقلق.
تتميز عشبة الدينار بخصائصها المهدئة، حيث أجريت دراسة على مجموعة من المرضى الذين يعانون من القلق والتوتر، وتم تقسيم هؤلاء المرضى بشكل عشوائي إلى مجموعتين، تناولت المجموعة الأولى عشبة الدينار لمدة أسبوعين، وتم إعطاء دواء وهمي للمجموعة الثانية، وأوضحت النتائج وجود تحسن واضح في أعراض القلق لدى المجموعة الأولى التي تلقى المرضى فيها عشبة الدينار.
هناك العديد من المكملات الغذائية المستخدمة في علاج القلق تحتوي على خلاصة الكافا، يرجع ذلك إلى خصائصه المهدئة التي جعلت منه خياراً فعالاً في التحكم في أعراض القلق العام، وهو ما أشارت إليه العديد من الأبحاث، لكن ينبغي مراعاة عدم استخدامه مع المرضى الذين يعانون من مشكلات في الكبد؛ نظراً لآثاره الجانبية على صحة الكبد.
تعد المليسة أو بلسم الليمون كما يطلق عليها أحياناً من أشهر الأعشاب المستخدمة في التخلص من الاضطرابات المزاجية، والحد من أعراض التوتر والقلق، وهناك دراسة تشير إلى أن استخدامها لمدة 4 أسابيع متتالية كان له دور فعال في تخفيف أعراض القلق.
تحتوي جذور الفاليريان على بعض المركبات التي تؤثر على المناطق المرتبطة بالتوتر والقلق في المخ، وهو ما تم التحقق منه عن طريق إجراء تخطيط كهربية المخ للمرضى الذين تناولوا جذور الفاليريان لمدة 4 أسابيع متتالية؛ لعلاج أعراض التوتر والقلق.
طرق أخرى لعلاج الاكتئاب والقلق
يزخر الطب البديل بالعديد من الطرق المستخدمة في علاج الاكتئاب والقلق إلى جانب الأعشاب، من أشهر هذه الطرق:
- التأمل واليوغا: يساعد التأمل وتمارين اليوغا على حصول الجسم على الاسترخاء المطلوب للتخلص من أعراض القلق، وتحسين الحالة المزاجية.
- العلاج بالتدليك: تعتمد طرق العلاج بالتدليك على العلاقة الوثيقة بين العقل والجسم؛ لأن استرخاء الجسم أثناء التدليك يساعد على أن يكون العقل في أفضل حالاته.
- ممارسة الرياضة: هناك العديد من أنواع التمارين التي تساعد على الاسترخاء، والتخلص من أعراض القلق والتوتر.
- العلاج بالموسيقى: تعد الموسيقى من أفضل الوسائل المهدئة للنفس البشرية، فقد استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية في المستشفيات لتهدئة الجنود المصابين، ورفع حالتهم المعنوية.
هناك العديد من الدراسات التي أثبتت إمكانية علاج الاكتئاب والقلق بالأعشاب، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الاستعانة بهذه الأعشاب لا يعد بديلاً عن استخدام الأدوية، ولا يغني عنها إطلاقاً، لكنها وسيلة مساعدة تعزز من فعالية الأدوية، خاصةً في ظل وجود أبحاث تؤكد فعالية هذه الأعشاب.