صالحه فرج ألعليلي - الإمارات العربية المتحدة
في الماضي وبسبب قلة الوعي عند بعض الناس ،وعدم وجود فرصه للتعليم لم تصل درجة الجفاء والقسوة في الحياة الزوجية إلى ما وصلت إليه في وقتنا الحالي ،ومع كثرة التوعية والوعي وتطور التعليم ظهرت العديد من الظواهر واحدها منها ظاهرة "الطلاق الصامت"، الذي أنا عنونت مقالي به ،فيا ترى ما هو الطلاق الصامت؟
قد يتفق الزوجان على هذا الطلاق الصامت بعد أن تفشل جميع محاولاتهما في التقارب والتفاهُّم، وقد لا يبذلان أي جهد ولا يُبديان أي اكتراث بما تؤول إليه حياتهما الزوجية المشتركة، فكلٌّ منهما لديه عالمه الخاص به وأشخاصه الذين يشغلوه ويجعله يبتعدون عن الشريك وتجاهل وجوده في حياتهم.
إذاً؛ إنَّ الطلاق الصامت هو الزواج المستمر شكلياً، والمنتهي فعليا، قد يحافظ كل منهما على أداء وواجباته تجاه الأسرة، لكنَّه يقوم بذلك بدافع الواجب والمسؤولية فقط، دون أن يمتزج واجبه بذرة عاطفة واحدة تجاه الشريك الآخر .
فالزوج يستمر في الذهاب إلى عمله يوميا والتكفُّل بمصاريف المنزل والزوجة، كما يستمر في الخروج برفقة زوجته إلى الاحتفالات العائلية والاجتماعية، وقد يبدوان للآخرين أسعد الأزواج، والزوجة تستمر في مهامها المنزلية من تحضير الطعام والاهتمام بشؤون المنزل والأطفال، لكنَّ الحلقة المفقودة هنا هي تعامل الزوجين مع بعضهما البعض بوصفهما أجساداً خالية بدون مشاعر، فينام كلٌّ منهما في غرفة منفصلة عن الآخر، ولا يعرف أحدهما ما يدور في خلد شريكه، فيبدوان غريبين قريبين.
علامات الطلاق الصامت:
- طغيان أجواء الصمت المبالغ فيه في الجلسات التي يجتمع فيها الزوجان معاً.
- العجز عن الوصول إلى اتفاق أو اتحاد في رأي الزوجين بخصوص أي موضوع، سواء كان صغيراً أم كبيراً.
- سيطرة الشعور بالغربة على كل من الزوجين؛ إذ يشعر كل منهما أنَّ الآخر غريب عنه لا يعرف عنه شيئاً.
- وجود كثيرٍ من العوائق النفسية والسلوكية والفكرية التي تتزايد يوماً بعد يوم وتزيد المسافة بين الزوجين.
- عدم إبداء الإعجاب بأي تصرُّف أو موقف أو فكرة تصدر عن الطرف الآخر.
- أحيانا أو دائما يكون هناك انتقاد من طرف إلى الطرف الآخر باستمرار.
- صعوبة التقبُّل النفسي والجسدي للطرف الآخر وعدم القدرة على ذلك.
- إغلاق باب الحوار المفتوح في وجه الطرف الآخر، وعدم الاستعداد لتذكُّر أيام الصفاء والبدايات التي جمعت الزوجين.
- تجنُّب الحديث مع الطرف الآخر، وإذا ما اضطر أحدهم إلى الحديث مع الآخر يكون حرصا على استخدام كلمات مختصرة.
- أخيرا وليس آخراً ..