خبراء عالميون يؤكدون الحاجة إلى "سلاسل توريد أفضل وأكثر ذكاءً للحد من هدر الأغذية وخسارتها"
أبو ظبي - شبكة المدونون العرب
أظهرت دراسة حديثة تم نشرها مؤخراً من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العالم ينتج سنوياً من الغذاء أكثر مما يستهلك، إلا أن نحو ثلث الأغذية الطازجة المنتجة يتم إهدارها أو خسرانها قبل وصولها إلى موائد المستهلكين.
ودعا الخبراء العالميون إلى بناء "سلاسل توريد أفضل وأكثر ذكاءً"، وتتبنّى مبادرات شاملة تغطي كامل القطاع بما يسهم في الحد من مسببات الهدر في منظومة الأغذية، مشيرين إلى أنه يتوجب على الجهات الفاعلة في القطاع اتباع مقاربات تضم أصحاب العلاقة المتعددين في ما يخص سلاسل التوريد والتعامل مع هذه السلاسل على أنها منظومة واحدة يقوم فيها كل مشارك بتحسين دوره، ونشر التقنيات والعمليات والمنهجيات اللازمة بهدف الوقف الكامل لهدر الأغذية من خلال تنفيذ استراتيجيات اقتصاد دائري مناسبة.
ويجمع مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 الذي ينعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في أكتوبر المقبل، أبرز أصحاب العلاقة الفاعلين في رسم معالم الأنظمة الغذائية من الجهات الحكومية ومنتجي الأغذية الطازجة والهيئات المسؤولة عن أسواق الجملة وبنوك الأغذية والمؤسسات اللوجستية والخبراء الأكاديميين في الجامعات لبحث أبرز القضايا الملحّة في الوقت الراهن.
وتشمل قائمة المتحدثين الذين تم تأكيد حضورهم كلاً من: معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وسعادة سعيد البحري سالم العامري، مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية؛ وغراهام ساندز، الرئيس التنفيذي، مجمع أبوظبي للأغذية - كيزاد؛ وستيفان لاياني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة، والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة سوق رونجيس العالمي؛ وبييري ليفي، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى "كاليفرايس".
ويشكل المؤتمر الذي ينطلق تحت عنوان: " الأمن الغذائي العالمي في القرن الحادي والعشرين: المخاطر والتحديات والحلول لضمان سلسلة إمداد للأغذية الطازجة تتسم بالمرونة والاستدامة" أحد أهم الفعاليات التي يتم عقدها هذا العام ضمن قطاع الأغذية العالمي، حيث سترتكز مناقشات نسخة العام الجاري على أعمال دورة العام الماضي من المؤتمر والتي درست أهم تحديات سلسلة التوريد الغذائية في مرحلة ما بعد جائحة (كوفيد-19) العالمية.
وقال الدكتور كريس ميغيا، عالم الأبحاث في مركز "أم آي تي" للنقل واللوجستيات، والمدير والمؤسس لمختبر "أم آي تي" للأغذية وعمليات البيع بالتجزئة، والذي سيكون من بين المتحدثين في المؤتمر: "تتطلب سلاسل توريد الأغذية العالمية المتطورة بنية تحتية متقدمة وكوادر مدربة ومؤهلة، كما أن تأمين هذين المطلبين لن يكون هدفاً صعباً إذا ما باشرنا بمعالجة هذه القضايا الآن".
ويستعرض مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 أبوظبي بعض أفضل الممارسات التي يتم تطبيقها في الأسواق العالمية للأغذية والتي حققت نجاحاً ملموساً في التقليل من هدر الأغذية.
ويسلط المؤتمر الضوء على بعض المشاريع الرئيسية التي يتم تنفيذها في المنطقة لدعم السلسلة الغذائية. وكانت مجموعة موانئ أبوظبي، المحرك الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية والتي ستستضيف هذا الحدث العالمي، قد أعلنت في الربع الأول من العام الجاري عن تطوير أحد أكبر مراكز تجارة الأغذية والخدمات اللوجستية المرتبطة بها في المنطقة وذلك في مجموعة كيزاد بإمارة أبوظبي، وذلك بالشراكة مع مجموعة غسان عبود الراعي الاستراتيجي لمؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 وبالتعاون مع سوق رونجيس العالمي.
وقال عبدالله الهاملي، الرئيس التنفيذي – المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، مجموعة موانئ أبوظبي: "تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة استراتيجية تهدف إلى تصدر الدولة مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051. وتشكل إعادة تصور سلاسل التوريد وتحسين البنى التحتية الخاصة بتوزيع الأغذية وتطويرها من ضمن أهم الأولويات التي نعمل على تحقيقها".
بدوره قال سوريش فايدهياناثان، الرئيس التنفيذي لمجموعة غسان عبود: "نحن ملتزمون بالاستثمار في سلسلة القيمة الغذائية في دولة الإمارات العربية المتحدة. حيث يسهم تطوير مجمع أبوظبي للأغذية - كيزاد بالشراكة مع مجموعة موانئ أبوظبي في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بصفتها جزءاً مهماً وأساسياً ضمن سلسلة التوريد الغذائية العالمية المتطورة، كما نسعى من خلال الدعم الذي نقدمه إلى مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 أبوظبي إلى تحفيز المناقشات بين أقطاب قطاع الأغذية في العالم حول التحديات العالمية والإقليمية التي يواجهها قطاع المواد الغذائية".
من جهته أكد غراهام ساندز، الرئيس التنفيذي، مجمع أبوظبي للأغذية - مجموعة كيزاد أحد رعاة المؤتمر، أن الأمن الغذائي وصل إلى نقطة حرجة في العديد من مناطق العالم، وأن الابتكار في عمليات سلسلة التوريد الغذائية بات يمثل أهمية قصوى، ويتمتع بدور محوري إذا ما أردنا العمل على إيقاف ممارسات هدر المواد الغذائية.
وقال: "يوفر لنا مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة 2022 فرصة مثالية لشرح الدور الذي يمكن أن يؤديه مجمع أبوظبي للأغذية - كيزاد في تحسين سلسلة التوريد في المنطقة بفضل البنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى استعراض قدراته الكبيرة في تحقيق التنوع في المنتجات وتمكين المستهلكين من الوصول إلى منتجات غذائية صحية وعالية الجودة".
من جانبه قال ستيفان لاياني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة: "تشكل المرحلة الحالية الوقت الأمثل للتحرك والعمل المشترك لاتخاذ خطوات جريئة نقدم من خلالها إجراءات كفيلة بتمكين جميع الجهات الفاعلة في القطاع للعمل على إحداث تحول في الأنظمة الغذائية باتجاه مزيد من الاستدامة والمرونة. وسيقوم المؤتمر إلى جانب استعراض مخاطر سلسلة التوريد، بتسليط الضوء على العديد من الفرص المهمة التي تسهم في تعزيز التعاون في هذا القطاع الحيوي والمهم بالنسبة للعالم أجمع".
وتشمل المواضيع الرئيسية التي سيتم تسليط الضوء عليها خلال جلسات مؤتمر الاتحاد العالمي لأسواق البيع بالجملة الذي ينعقد خلال الفترة ما بين 19-20 أكتوبر 2022 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"2022، كلاً من الخدمات اللوجستية، ودور مراكز الأغذية في إيصال الغذاء الصحي، وأهمية تبني الحلول الرقمية.