الباحث علي حسين اللوغاني - الإمارات العربية المتحدة
وأحيانا ما كان يضطره الامر لقطع مسافات طويله للحصول على معلومة ما ،و كان يتكبد عناء السفر والتنقل من بلد الى بلد سعيا وراء كتاب صدر حديثا او منشوراً أنتشر حول مواضيع تهمه ببحثه او خارطة طريق ودليل يثري أبحاثه في مناطق بعيدة ودول وجامعات علمية غالبا ما تكون بعيدة كل البعد عن وطنه .وذلك ليحظى بعض بيانات أو معلومات تتعلق بالموضوع الذي يجري البحث عنه او أنه موضوع ينوي الكتابة عنه .
هذا وقد لعبت التكنولوجية والتطور التقني دورا اساسيا في تسهيل مهمة الباحث عن المعلومة العلمية ما أتاح له الغوص في المعلومات والبيانات بأنواعها ،وهذا كان لها دور هام أسهم في تحفيزه على استقصاء المعلومات بدقه من مصادرها بوقت قصير الأمر الذي سهل عليه الوصول إلى المعلومات المطلوبة بفترة وجيزة وهذا عززه بتحقيق الهدف المنشود والوصول إلى البيانات التي يبحث عنها .
بالإضافة إلى ذلك فقد بات هذا الامر أكثر سهولة من ذي قبل من خلال البحث والإطلاع عبر اهم الوسائل التقنية ووسائل الأعلام الرقمي الحديث والعصري بما يسمى بثورة العالم الرقمي عبر شبكات "الانترنت " المتعددة او ما يطلق عليه الآن بالشبكة العنكبوتيه التي ظهرت نتيجة لمشروع " اربانت" الذي انطلق عام 1969حيث صممت وزارة الدفاع الامريكيه شبكة اتصالات تربط بين عدد من مراكز التحليل والاقمار الصناعيه واطلقت عليها اسم " اربانت " ومن ثم ربطت هذه الشبكات بالكثير من الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بهدف الاستغلال الامثل للقدرات الحسابيه للحواسيب المتوفره في ذلك الوقت .
واصبح عالم الأنترنت جزء لا يتجزاء من واقعنا الذي نعيشه بكل ايجابيات المشروع ،وذلك لما قدمه لنا من خدمات جليله لا سيما لطلاب العلم والباحثين عن مفاتيح المعرفه بما يسهم في خدمة البشريه في مجالات عدة ،حيث يرى البعض ان هذه الخدمات لها إيجابيات ولها سلبيات كثيره من أبرز سلبياتها أنها عزلت البعض من أفراد المجتمع عن سائر أفراده ،واصبح الفرد باستخداماته لها في عزله عن البشر لإنه يعيش في واقع افتراضي بعيدا عن واقعه الحالي ، ومحيطه الحسي الذي وجد فيه ، وكانه في عالم منفصل عن العالم المعنوي الخاص بالبشر بشكل عام ،وكما يقال بانه لايمكننا إلقاء اللوم على التكنولوجيا حينما نرتكب نحن الاخطاء ولكن علينا التخطيط الصحيح وخلق التوازن لنتفادى مخاطر سوء إستخدام الإنترنت وآثاره السلبية غلى بعض منا .
من جهة أخرى إذا عدنا لسياق موضوعنا حول عالم الإنترنت ندرك تماما ان الباحث الذي سيتناول بحثا تاريخيا عن حدث معين وقع في هذا القرن او في عصر اختراع الات التصوير والفيديو مثلا او أراد الحصول على الصور الفوتوغرافية العادية السابقة لأي حدث فسيكون من السهولة عليه الوصول الى تلك الصور والمعلومات ،من خلال الرجوع للشبكة العنكبوتية التي تزوده بتاريخ وقوعها وزمانها وربما قد تكون موثقه فيلميا بالصوت والصوره بفضل الشبكة العنكبوتيه التي ستوفر حتما كل تلك المعلومات المطلوبه بعيدا عن المغالطات او الكتابات التي نستقيها من افواه بعض الرواة الذين تغلب عليهم اهوائهم وميولاتهم وينساقون خلفهاببعض الإضافات عليها مما يضطرهم الى الزياده او النقص في الحدث من حيث تهويله او حتى نقله بصوره غير حقيقيه ،فعلى سبيل المثال لا الحصر،كانت أصداء خبر القاء قنبلة هيروشما متضاربة وفيها تهويل بحسب المصدر وكذلك أحداث تفجيرات 11 سبتمبر التي بثت عبر وسائل الإعلام كانت متفاوته حسب مصادرها ،بالرغم أن العالم شاهدها بعينه عبر التلفاز والقنوات الفضائية المختلفة ،بعدما توفرت للفضائيات المعلومات الواقعية بالحدث من خلال التقارير المصورة والفيديوهات الموثقة بالصور المنقوله من واقع الحدث العالمي ،وقد نشرت جميعها على الشبكه العنكبوتيه بكل تفاصيلها مع التوضيح لمسبباتها ومن كان وراء كل تلك الاحداث ،وقد صدقت بعضها في سرد الأحداث وكان معظمها متشابه بشكل كبير .
ومقارنة بتلك الأحداث والأبحاث التي سيكتب فيها باحث ما مثلا عن الدولة العباسيه او عن انهيار الامبراطوريه العثمانيه سيعود للإنترنت الذي يوثق ذلك ،لان الحدثين الاخيرين لاتوجد لهما وثائق وادله مصوره كما في أحداث 11 سبتمبر وغيرها من الأحداث الهامه بالعصر الحديث ، اللهم بإستثناء كتابات ومؤلفات كتبت وفق رواية باحثون في هذا المجال ،ولاشك ان الكثيرون من الباحثين المتخصصون في مجال واحد يختلفون دوما في طرحهم لموضوع معين كل حسب وجهة نظره وتوجهاته التي بنى عليها قواعد بحثه ومنهجيته في كتابة البحث بأسس علمية صحيحه .