وكان أَبو علي يرويه" شبه العينين والجيدا"، بالشين المعجمة وبالباء ، أَراد وشبه الجيد فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مُقامه؛ وقد قيل إِن أَبا علي صحفه يقول في مدحها :
وقال المفضل: عادني عِيدي أَي عادتي ؛ وفي لغة الجذور : العيد (ع و د ) ولايوجد في لسان العرب ( ع ي د ) اقول العيد ، كلُّ يوم فيه جَمْعٌ سواء كان الجمع ايجابيا أو سلبيا ، واشتقاقه من عاد يَعُود كأَنهم عادوا إِليه؛ وقيل: اشتقاقه من العادة لأَنهم اعتادوه، والجمع أَعياد لزم البدل، ولو لم يلزم لقيل: أَعواد كرِيحٍ وأَرواحٍ لأَنه على الراجح من عاد يعود . قال الشاعر: " فالقَلْبُ يَعْتادُهُ من حُبِّها عيدُ " ، وقال آخــر :
فجعل العيد من عاد يعود ؛ قال: وتحوَّلت الواو في العيد ياء لكسرة العين، وتصغير عِيد عُيَيْدٌ تركوه على التغيير كما أَنهم جمعوه أَعياداً ولم يقولوا أَعواداً؛ قال الأَزهري: والعِيدُ عند العرب الوقت الذي يَعُودُ فيه الفَرَح والحزن ، وكان في الأَصل العِوْد فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها " العين " صارت ياء ، لصعوبة نطق اللسان بها وقيل: قلبت الواو ياء ليَفْرُقوا بين الاسم الحقيقي وبين المصدريّ. قال الجوهري: إِنما جُمِعَ أَعيادٌ بالياء للزومها في الواحد، ويقال للفرق بينه وبين أَعوادِ الخشب. وقال ابن الأَعرابي : بل سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد. وعقبنا بضعف هذا الرأي لأن العيد يُطلق على السرور والفرح العائد وعلى الهمِّ والحزن العائد ،سواء بسواء.
وقال: هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب. ، والعَوَّاد : الذي يَتَّخِذُ العُودَ ذا الأَوتارِ . وعِيدُو بكسر العين : عائلة بيروتية عريقة طيبة منها أخوانا الشهيد وليد ، والاستاذ مروان وهو اسم قَلْعَة بنواحِي حلب ونعَيْدان : موضع . وله عندنا عُوَادٌ حَسَنٌ وعِوَاد (بالضم والكسر كلاهما عن الفرَّاءِ) لُغَتَان في عَواد بالفتح ولم يَذْكُر الفرَّاءُ الفَتْحَ واقتصر الجوهَرِيُّ على الفتح . وعائِدُ الكَلْبِ لقبُ عبد الله بن مُصعَب بن ثابتِ بن عبد الله بن الزُّبير ذكره المبرِّد في كتابه الكامل .، وإنما سُمي عائد الكلب لقوله:
وبنو عائِدٍ وآلُ عائِدٍ : قَبِيلتَأنِ والموعد والعائدي بيتان في فلسطين وسورية ولبنان . وهِشَام بن أَحمدَ بنِ العَوَّاد الفَقِيه القُرْطُبِيُّ ، روى عن أَبي عليٍّ الغسانيّ الحوراني، . والجَلال محمد بن أحمدَ بن عُمَر البُخارِيّ العِيديّ في آبائه من ولد في العِيد فنسب إليه من شيوخ أبي العلاء الفرضيّ مات سنة 668 .، وفي كثير من بلاد المسلمين لا يزالون يُسمون أبناءهم " عيدا" و" عيدة " إذا ما صادفت ولادتهم يوم عيد ..ومن طرائف ومخازي الاعياد بالعالم عيد التعري في الدانمارك ، يرجع الاحتفال بهذا العيد الى العصور الوسطى وهو من الاعياد ذات الجذور الوثنية(1) . وفي القرآن الكريم لم ترد لفظة " عـيــد " إلا مرة واحدة في سورة المائدة .: ((قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . قَالَ اللّهُ إِنّي مُنَزّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنّيَ أُعَذّبُهُ عَذَاباً لاّ أُعَذّبُهُ أَحَداً مّنَ الْعَالَمِينَ )) الآيتان ( 114 - 115 ) فلقد طلب أصحاب المسيح اختبار سيدنا عيسى بهذا الطلب ، وهو تنزيل مائدة عليهم وكان من أمرها ما كان ، والملاحظ لسباق كلمة عيد ( ماقبلها) وسياقها ، ولحاقها ( ما بعدها ) ، يتأكد أن للعيد خصائصَ بحثها المفسرون والفقهاء . أبـــرزهـــا :
أن يكون العيد معبرا عن انتماء وقيم وأصالة الأمة ، وأن يمتد العيد لزمن طويل ، وأن يكون العيد تتويجا لعبادة أو حدث بارز في حياة الأمة ، ومن هنا استنكر الفقهاء السلفيون الاحتفال بأيِّ عيد ، عدا عيد الفطر المسمى يوم الجائزة ، وعيد الأضحى المسمى يوم النحر ، وحرموا تسمية أعياد الهجرة والمولد النبوي والام ووو .....الخ ، بينما يرى غيرهم من جمهور الأمة أنَّ في الامر متّسعاً ، والأصل في الأمور الاباحة ، ولا حرج من أن نقول يوم الأم أو عيد الأم ، عيد الهجرة أو يوم الهجرة أو مناسبة الهجرة ...كله جائز ومباح !!!
ومن مستحدثات الأمور في عصرنا ومخترعاتها ، الامتناع عن التعييد في حالات الحزن والنكبات ، وهو ما يجب أن نركز عليه اهتمامنا ، فلا يجوز الاعراض عن العيد ، وهو يوم من أيام الله ، له وجاهته وقداسته بين الايام ، بدليل تحريم صوم يوم العيد ، واعتباره في الاسلام فسحة للنفس ونزهة للفكــر ، قال الحبيب الاعظم في بيان الحكمة من العيد والاحتفاء به وقدومه : ( ليعلم يهـود أن في ديننا فسـحـة ) ... وجاء في " تاج العروس" للزبيدي حول قوله تعــالـــــى: (( إِنَّ الذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّك إلى مَعادٍ )) سورة القصص \ 85. قال : والمَعَادُ هنا : إلى عادِتِك حيثُ وُلِدْتَ وليس من العَوْدِ . وقال مُجَاهِدٌ : يُحييه يومَ البعثِ . وقال ابنُ عَبَّاس : أَي إلى مَعْدِنِكَ من الجَنَّة . وأَكثر التفسير في قوله : " لَرَادُّكَ إلى مَعَادٍ " لَبَاعِثُك وعلى هذا كلامُ الناسِ ، وحَكَآ بعضُهم رَجَعَ عَوْداً على بدءِ من غير إضافةٍ . و قال سيبويه : تقول رجعَ عَوْدَهُ على بَدْئِهِ أَي لم يَقْطَع ذَهابَهُ حتى وَصَلَهُ برجوعه إِنما أَردتَ أَنَّه رَجَع في حافِرَتِه أَي نَقَضَ مَجِيئُه برُجوعه وقد يكونُ أَن يقطعَ مَجِيئَه ثم يَرْجِعَ فيقول : رجعْتُ عَوْدِي على بَدئِي أَي رَجَعْتُ كما جئِتُ فالمَجيءُ موصولٌ به الرجوعُ فهو بدءٌ والرُجُوعُ عَوْدٌ . انتهى كلام سيبويه ، وفي المصباح : عادَ فلانٌ بمعروفِهِ عَوْداً كقال أَي أَفْضَلَ . وقال اللَّيْثُ : تقول هذا الأَمْرُ أَعْوَدُ عليكَ أَي أَرْفَقُ بكَ من غَيْرِه وأَنْفَعُ لأَنهُ يَعُودُ عليكَ برِفْقٍ ويُسْرٍ . والعُوَادَةُ بالضمّ : ما أُعِيدَ على الرَّجُلِ من طَعَامٍ يُخَصُّ بهِ بَعْدَ ما يَفْرُغُ القَوْمُ : قال الأَزهريُّ إذا حذفْتَ الهاءَ قلت . عُوَادٌ كما قالوا أَكمٌ ولَمَاظٌ وقَضَامٌ . وقال الجوهريُّ : والعُوَاد بالضّمّ : ما أُعِيدَ من الطَّعَامِ بعدَ ما أُكِلَ منه مَرَّةً ويقال : عَوَّدَ إذا أَكَلَهُ نقله الصاغانيُّ . والعادةُ : الدِّيْدَنُ يُعاد إليه معروفَةٌ وهو نص عبارة المُحْكَم . وفي المصباح أيضـاً : سُميت بذلك لأن صاحبها يُعاوِدُها أَي يرجع إليها مرةً بعد أُخْرَى . ج عَادٌ بغير هاءٍ فهو اسم جِنْسٍ جَمْعِيّ . وقالوا : عاداتٌ وهو جمْع المؤنّثِ السالم . وعِيدٌ بالكسر الأخيرة عن كُراع وليس بقويٍّ إِنَّمَا العِيدُ : ما عَاد إِليكَ من الشَّوْقِ والمَرَضِ ونَحْوِه ، أما صلاة العيد فهي سنة ولها طقسها الخاص وزمنها الخاص ، وشُرِعت لإظهار الفرحة والشكر والتفاؤل بالفوز والغفران .
وفي سبب تسمية العيد بهذا اللفظ يقول أهل اللغة والجذور ، العيد سرور عائد وفيه يعود كلُّ امرئ الى عادته في التوسعة على أهله وعياله ، وكان من هديه ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) التوسعة على العيال في العيد من كسوة ونفقة وصلة رحم وتواصل مع المجتمع ، بل إن صدقة الفطر تعني التوسعة على الفقراء والمعوزين في جانبٍ من جوانبها وأهدافها التشريعية ، ولذلك أجاز أبو حنيفة أن نبكر في اخراجها ليستعد المحتاجون للاحتفال بالعيد .
حاشية :
(1) منشأ هذا العيد يعود الى الاحتفال بالكرنفال في جنوب اوربا وبالتحديد في ايطاليا ومن هناك انتشر ووصل الى الدنمارك عن طريق المانيا نهاية القرن 13 وقد عرف في المدن الدنماركية منذ سنة 1600.
يتم الاحتفال بالكرنفال ( تعني الوداع للحوم) بأقامة المزيد من استعراض الرقص والغناء والمزيد ايضا من تعاطي الكحول ومازالت هذه الاحتفالات مستمرة الى يومنا هذا ولكنها تتفاوت من بلد الى اخر من حيث الاستعراضات وما يصاحبها ففي البرازيل اصبح الاحتفال بالكرنفال مايميز هذا البلد عن غيره لانه يعرض فيه الكثير من التعري وغيرها ولكن في بعض البلدان الاوربية يختلف الامر بعض الشئ وتأخذ مراسيم الاحتفال اياما في بعض البلدان كما هو الحال في سويسرا . عندما تحولت اوربا الى الديانة المسيحية اراد رجال الدين تغير بعض التقاليد الموروثة في المجتمع وجعلها اكثر مقبولية من الناحية الاخلاقية ( و هذا ديدن كل دين سماوي عند تغير الموروثات الاجتماعية ) فجعلوا هذا الاحتفال بداية للصوم وجعلوه قبل الاحتفال بأعياد الفصح ( البوسكة في الدنماركي) بمدة 40 يوما او 7 اسابيع ومن هنا جاءت التسمية فاستلون وهي كلمة المانية تعني (مساء الصوم) اي مساء اليوم الذي يسبق اداء الصوم وحسب المذهب الكاثوليكي يكون الصوم فيه عن اكل اللحوم وذلك تأسيا بما قام به السيد المسيح (عليه السلام) عندما بقي 40 يوم في الصحراء .وما ان انحسرت سلطة رجال الدين وانشقاق الديانة الى مذاهب عاد الموروث القديم الى سابق عهده وكما نشاهده اليوم .( لاحظ التشابه مع العيد الاسلامي بالخطوط العريضة والاطار العام ) .