إذ يعزى فضل ابتكار الزراعة، و تدجين الحيوانات، وتعليم الرجل كيفية التعامل معها للمرأة، ولاتقف مكانتها عند هذ ا الحد في المجتمعات الأمومية، بل وصلت لمراحل بعيدة من الاحترام، فانتساب الأبناء كان للأم، وتقديسهم لها، بعد أن أخذت معجزة الخلق الولادة بمجامع قلب وفكر الرجل، وصولا لتقديسها وتأليهها فكانت الإلهة عشتار في الحضارة الأوغاريتية، والملكة سميراميس، والفرعون حتشبسوت، ولكنه على المقلب الآخر كانت صورة المرأة المضطهدة غير قليلة، والأمثلة على ذلك كثيرة ، فقد سمح تشريع حمورابي للدائن أن يحبس زوجة المدين رهينةً إلى أن يستوفي دينه، وهذا برأي الشخصي منافٍ للتعاليم التي جاء بها حمورابي احقاقا للحق ورفعا للظلم، وهو صاحب المقولة الشهيرة "العين بالعين والسن بالسن" وكان تبعا لذلك يجب حبس المدين إلى أن يفي دينه، لا حبس امرأته.
، فبمقابل الصورة التي وصلتنا عن الممارسات التعسفية المخزية التي مورست ضد بعض النساء في بعض المجتمعات، من وأد البنات، ودفن الزوجات مع جثث أزواجهن، وعمق تأثير مثل هذه الصور بقساوتها، ولا إنسانيتها على المجتمعات اللاحقة،"والتي لاتزال تئد الفتيات حتى الآن فكرا،وتسلبهن قرارهن، وتحرمهن حق التعلم، وحق العمل لاحقا"، تبرز وبصورة لافته صورة مشرقة على المقلب الآخر ك "زنوبيا" ملكة تدمر، وبلاد مابين النهرين ومصر، وبلقيس ملكة سبأ، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، سورة النمل "٢٣_٤٤" في إشارة واضحةلرجاحة عقلها وحسن تدبيرها.