هويدا حافظ - مصر
الي كل امراه قد تتعرض الي محنة الاصابة بسرطان الثدي أقول لك :
"وبشر الصابرين اللذين اذ أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون"
فمع اكتشاف المرض أعيدي اكتشاف ذاتك من جديد وابحثي داخلك عن أشياء رائعة لم تكتشفيها من قبل وثقي بأن الأمل يولد من رحم الألم وأن المنحة تأتي أحيانا في صورة محنة وان مع العسر يسرا.
وانت تأخذين جرعة العلاج استمتعي بجرعات الحب والاهتمام ممن حولك وان خذلوكي فتاكدي انك لست وحدك فالله سبحانه وتعالي معك في كل حين فاذا ربحت الله فمن خسرت وان خسرتي الله فمن كسبت؟ وتأكدي انك انسانة كاملة وجمالك ينبع من داخلك وينعكس علي وجهك فان الانوثة روح قبل أن تكون جسد يتغير بالمرض او بالشيخوخة .
نسيت أن أعرفك بنفسي فأنا مريضة سابقة مررت بنفس الرحلة التي لم تكن رحلتي أنا فقط بل هي رحلة كل من شاركني فيها من أهل وأصدقاء وأولادي حتي أمي التي توفيت بنفس المرض وأبي رحمهما الله فقد شاركاني طوال الرحلة بعد أن حملتهما معي في حنايا القلب وبين ثنايا الضلوع، فهذا المزيج الرائع من المشاعر الانسانية التي أحاطت بي والتي نفتقدها في زماننا هذا والتي ساعدتني كثيرا في اجتياز المحنة لتتحول الي منحة.
السرطان بالنسبة لي الآن مجرد رمز لكل ما نواجهه من صعاب وخبث في هذه الحياة وكيف يمكننا الانتصار باللجوء الصادق الي الله سبحانه وتعالي فيكافئنا جزاء صبرنا بجوائز السماء المتعددة التي تحول الحزن الي فرح.
مررت بمواقف قد تبدو مؤلمة لمن يسمعها ولكنها هي الحياة الواقعية بكل ما فيها من مواقف صعبة وألم وشجن ولكني رأيت كيف يمكن أن تشق البسمة طريقها من وسط الدموع فيصبح لها مذاقا خاصا، وواجهت مواقف كوميدية ضاحكة حدثت لي أثناء رحلة العلاج وكيف كان لها أثر كبير في تخفيف المعاناة .
وخلال تلك الرحلة اكتشفت أن الله يعطي الصبر علي قدر البلاء فيجعلك تنظر بايجابية الي الأمور التي قد تبدو سلبية.
الرحلة لم تكن رحلة المرض فقط بل رحلة الحياة بما نواجهه فيها من أشخاص قد يمروا في حياتنا ويخذلونا بعد أن وثقنا بهم ولكني أقول لهم "شكرا لكل من رمي الأشواك في طريقي وأنا حافية القدمين لا أستطيع أن أتفاداها .. شكرا لمن نزلوا من قطاري فخففوا حمولتي لأنطلق سريعا الي حيث أدري والي حيث لا يعلمون مكاني" وهذه دعوة لألا نتوقف طويلاا أمام تلك النماذج التي تكون أحيانا أشد خبثا وفتكا من السرطان ولكن بفضل الله نكتشفهم في الوقت المناسب فلا يجب أن نعطيهم الفرصة لايذائنا مرتان: مرة لأنهم خذلونا والأخري في تعطيلنا عن مسيرتنا في الحياة فأقول لهم شكرا لأننا في النهاية نتعلم من كل من دخل الي حياتنا.
ان الترابط الأسري وخاصة بين الأشقاء له مذاق من نوع خاص فكان لشقيقاي هاني وهالة دورا رائعا في مساندتي بعد أن تربينا على معاني الحب والايثار والتراحم والعطاء فكانا لي بمثابة الأم والأب وهنا أوكد على هذا المعنى الجميل الذي أصبح غائبا في بعض الأسر نتيجة لتضارب المصالح الشخصية فيفقدون صلة من أجمل الصلات بسبب أمور دنيوية زائلة.
وأخيرا منذ شهور قليلة اصيبت شقيقتي هالة بنفس المرض وها هي تواجهه بكل قوة وصبر وامل وثقة بالله في انه يريد لنا الفضل دائما وها نحن نتبادل الأدوار من جديد ولكن الاكتشاف المبكر جعلها لا تخضع لأي علاج بعد الجراحة وهذا ما أريده من كل سيدة وفتاة فالاكتشاف المبكر سبب لارتفاع نسبة الشفاء الي مايقرب من 95% و البدء في العلاج فورا دون تأخير ولا تستسلمي للمرض حتي لا تقصري في حق نفسك وتذكري ان سيرة الانسان أطول من عمره مهما طال فاستغلي كل لحظة في حياتك في ترك آثر جميل في كل من حولك ولوني الحياة بألوان مشرقة واملئيها بهجة وأملا وعملا ....
هويدا حافظ..
لولا الأمل ما استطاعت الأمريكية هيلين كيلر أن تنقش خطى إرادتها رغم فقدها للسمع والبصر وتصبح الأديبة والمحاضرة والناشطة ولولا الأمل ذاته ما استطاعت كاتبة قصص الأطفال المصرية هويدا حافظ الصمود ضد مخالب مرض السرطان عنها والابتسامة للحياة.. حريٌ باليأس أن يسجن كيلر في غرفتها ويجعلها تتدثر بالدمع وتشطب كل طموحاتها بالشمع الأحمر! وأن يجعل من هويدا حافظ -رعاها الله، فريسة سائغة للمرض والتعب والإحباط المميت.
هويدا حافظ كاتبة صحفية مصرية، وثقت تجربتها في كتاب بعنوان: "الرحلة 811.. رحلتي مع السرطان". يحكي الكتاب بلغة بسيطة ومعبرة بداية معرفتها بالإصابة وما غزاها من مشاعر سلبية انتصرت عليها فيما بعد بقوة إرادتها وبمشاعر إيجابية بددت بها المرض فانتصرت عليه. لم تستسلم هويدا للمرض؛ ولكنها صارعت السرطان بالإيمان، ثم بعملها في المجال الصحفي؛ ولعله من المفارقات أن تكون فترة مرضها هي فترة التألق الذهبي لـ هويدا في عملها الصحافي؛ إذ حققت العديد من الإنجازات التي جعلتها تحصد جوائز على المستويين المحلي والعالمي مما جعلها تشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.
مثلت حافظ مصر في المؤتمر الدولي للسرطان، والذي ينظمه الاتحاد العالمي لمكافحة السرطان في جنيف بسويسرا، وشارك به أكثر من 120 دولة. استعرضت في المؤتمر تجربتها مع المرض وقصة انتصارها على السرطان بفضل الإيمان والإرادة، كما تحدثت عن تجربة مستشفى سرطان الأطفال. كما قامت هويدا بكتابة سلسلة قصص للأطفال بعنوان "الناشط علي"، وتهدف هذه المجموعة الفريدة إلى تعليم الأطفال مبادئ حقوق الإنسان وحصلت هويدا على جائزة التميز للصحافة عن هذه المجموعة من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالتعاون مع معهد الأهرام الإقليمي؛ وذلك في عام 2007. الجدير بالإشارة إلى أن المجموعة بها من النصائح والمعلومات مايثري الأطفال "من سن 9 إلى "14 وعلى وجه الخصوص، تلك المتعلقة بالقوانين المحلية والعالمية العامة مثل، حقوق الطفل وحقوق المعاقين والانتخابات وقانون حمورابي والتسرب من المدارس وغيره من قضايا تم توظيفها بشكل يناسب طفل اليوم، وتصدر القصص باللغتين العربية والإنجليزية وصدر منها حتى الآن 20 قصة.