ميساء غنام - فلسطين
مرت الايام ولم اعر الموضوع اهتمام،واذا بأحدى صديقاتي التي عرفتها منذ عشر سنوات ترسل لي رسالة على الفيس بوك تطلب رقم هاتفي،ارسلته لها واصرت على رؤيتي في اليوم التالي،وفعلا حددنا اللقاء في مقهى بيستو في رام الله الساعة التاسعة والنصف صباحا،ارسلت ابني الى المدرسة وكان حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس مزدحم فتأخرت قليلا عليها وهاتفتها فأبلغتني انا في الانتظار وانها مشتاقة لي كثيرا،وصلت المكان وتقابلنا ورايت الدموع بعينيها حينما رأتني بدون شعر وقالت"ميساء حبيبتي لما شفت صورك على النت انصدمت وقلقت عليك كتير بس الحمدلله انك منيحة وبتجنني حتى لو بدون شعر"تبادلنا الحديث واحتسينا الحليب والقهوة وغادرنا المكان.
واصلنا الحديث الى ان فاجئتني حينما قالت انها تواجه مشكلة رغباتها الجنسية وصعوبة استضافة رجل للبيت لانها لا تريد المشاكل مع المجتمع ومع عائلتها على الرغم من عدم وجود رادع ديني عندهاالا انها لا تؤمن للرجال وتكمل...
صدمت من حديثها في لحظتها وسألتها هل كان لديك ميول سابق للاناث اجابت"لا ولا عمري فكرت بالموضوع بس كانت تجربة وانبسطت وعملتها مرتين معها وبعدين في مجتمعنا عادي انو الوحدة تقعد في غرفة مع وحدة تانية ساعات وما في حدا بشك بس لو انو زلمة اجى على بيتي مشكلة وبتصير سيرتي على كل لسان وهيك انا اخدت احتياجي".
سألت نفسي سؤالا ،نحن نعيش بمجتمع كلما اغلق على المرأة بابا اعتقد انه سيطر عليها من منطلق العادات والتقاليد والاعراف والثقافة،واعتقد بأنه كلما فصل الذكور عن الاناث سيطر على ذلك وحمى نفسه من الانحراف في اتجاه يتعارض مع عاداته ودينه،الا ان الواقع اصعب واكثر ايلاما فقضية انتشار الشواذ ذكورا واناثا قد خلخت بنية المجتمع ودمرت اساساته بحجة المحافظة،لو كانت قضية الشواذ هذه نابعة من تركيبة خلقية او رغبة نفسية لكان الامر مختلف ، اما بسبب الكبت الاجتماعي يتحول الذكور والاناث الى لواط وسحاقيات فهذه مسألة يجب ان نعيد حساباتنا عليها