حقوق المرأة المغربية في ظل مدونة الأسرة الجديدة
فتحية الراوي - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
شكلت مدونة الأسرة تحولا كبيرا ساهم في النهوض بحقوق المرأة المغربية ووضعت بذلك حدا للممارسات السابقة، و التي كانت مجحفة إلى حد بعيد للمرأة ،و قد جاءت مدونة الأسرة تتويجا لجهود سنوات من النضال خاضتها مجموعة من النساء الديمقراطيات و الحقوقيات والجمعيات النسائية ، التي رفعت شعار النضال من أجل المطالبة بتغيير القوانين في اتجاه يلغي كافة أشكال التمييز ضد النساء ، ومناهضة العنف تجاههن وتفعيل آليات حمايتهن من كافة أشكاله، ودعم وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار، والنهوض بثقافة المساواة كقيمة وكممارسة، وتطوير صورة إيجابية عن دور النساء وموقعهن داخل المجتمع.
و عملت مدونة الأسرة على تفعيل مبدأ المساواة، إذ أصبحت الزوجة متساوية مع زوجها في السهر على رعاية الأسرة، عكس مقتضيات المدونة السابقة التي تضع الأسرة تحت رعاية الزوج، كما تم اعتماد سن 18سنة كحد أدنى للزواج ينطبق على الفتاة والفتى بدل 15سنة للفتاة و18سنة للفتى.
وتم إقرار المساواة بين البنت والولد المحضونين في سن اختيار الحاضن في 15سنة لكل منهما بدل 12سنة للبنت و15 سنة للولد عكس ما كان عليه سابقا .
كما أن الولاية في الزواج أصبحت حقا للمرأة تمارسه الرشيدة حسب اختياراتها ومصلحتها، وبذلك تم استبعاد مفهوم الوصاية في الولاية في الزواج بالنسبة للمرأة، بينما كان يشكل في المدونة سابقا شرطا من شروط صحة عقد الزواج. وتم التخلي عن مفهوم "طاعة الزوجة لزوجها" وعن "إشراف المرأة على البيت وتنظيم شؤونه"، كما تم التخلي عن التمييز بين الحقوق والواجبات الخاصة "بالزوجة على الزوج" وبـ"الزوج على الزوجة" والتنصيص بدل ذلك على الحقوق المتبادلة بينهما.
كما قيد ت مدونة الأسرة التعدد بشروط شرعية صارمة تجعله شبه مستحيل، بحيث يمنع تعدد الزوجات في حالة الخوف من عدم العدل، كما أن للمرأة أن تشترط على زوجها عدم التزوج عليها، باعتبار ذلك حقا لها، كما أعطى الحق للمرأة المتزوج عليها في طلب التطليق للضرر.
كما تم توسيع حق المرأة في طلب التطليق، نظرا للإخلال بشروط عقد الزواج، أو للإضرار بالزوجة مثل عدم الإنفاق أو الهجر أو العنف.
ورغم كل هذه الحقوق التي أقرتها مدونة الأسرة، فإن طموحات الجمعيات النسائية و الحقوقيين تبقى أكبر من أجل إقرار مكتساب جديدة كفيلة بالنهوض بوضعية المرأة المغربية .