قتل النساء جريمة مخففة في العالم العربي
وكالة أخبار المرأة
اعتبرت "لجنة مناهضة قتل النساء" الفلسطينية، في تقرير سابق لها، أن 60% من جرائم القتل هي ضد النساء. ووصفت اللجنة ارتفاع معدلات قتل النساء وتعنيفهن، بأنه علامة فارقة بين مجتمع المساواة ومجتمع القتل.
"إنها ظاهرة قديمة، يختص بها المجتمع الذكوري العربي المحافظ. ولا يعني أن باقي المجتمعات بريئة من "دم الأنثى"، ولكن الإحصاءات تدل أن مجتمعنا العربي هو الأشد قسوة وقتلاً وتعنيفاً للنساء".
تقول الناشطة المدنية الفلسطينية سهيلة الحراكي من الضفة الغربية، في حديثها مع هنا أمستردام.
جرائم القتل المعروفة والمجهولة
وتضيف الناشطة أن العام الماضي شهد عشرات حالات قتل لنساء في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتم اكتشاف مرتكبي بضعة جرائم فقط. وسجّلت الجرائم الأخرى في خانة "ضد مجهول"، أي أن المجرم غير معروف.
وتعتبر الناشطة أن منظمات عربية ولجان نسائية وناشطين على الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي حاولوا توثيق الجرائم. لكن ضعف الإمكانيات وقلة المعلومات التي يحصلون عليها من لجان التحقيق الحكومية، المكلفة بالتحقيق بتلك الجرائم، يفقد عمليات التوثيق تلك الكثير من إيجابياتها.
مصر في مركز الأرض
في تصريح لأحد مسؤولي "مركز الأرض لحقوق المرأة المصرية"، اعتبر فيه، أن قضية حرية المرأة مازال خاضع للمداورة السياسية.
وسجل المركز حالات عنف كثيرة في حق النساء المصريات والتي أدت إلى مقتل حوالي 145 جريمة. لكن الناشطة المدنية كفاح أحمد من مجموعة "نساء ضد العنف" تقول أن مركز الأرض ذاته يتعاطى مع ظاهرة قتل النساء وتعنيفهن كظاهرة سياسية. وتقول الناشطة أنه وفق معلوماتها التي استقتها من نشاطها النسائي ومن ناشطات يشاركنها العمل، أن عدد جرائم قتل النساء المصريات في العام الماضي بلغ 342 جريمة. وتضيف الناشطة أن هذا الرقم قابل للزيادة.
غالبية نساء الأردن تعرضن العام الماضي للعنف
تعتبر الناشطة النقابية، نوال سكر أن المرأة الأردنية في المستوى الأخير في الأردن، إذا أردنا الحديث عن المساواة والعدالة. وتضيف الناشطة سكر أن دراسة أردنية أجراها أحد الإختصاصيين الاجتماعيين في الأردن على عينة من 2000 امرأة أردنية، أظهرت أن 97%منهن قد تعرضن للعنف.
ودراسة لجامعة "كامبردج" الألمانية أكدت، أن 35% من المراهقين الأردنيين يعتبرون أن جرائم قتل النساء بدافع الشرف مبرر.
وتضيف الناشطة أن تقارير الداخلية الأردنية تحدثت عن مقتل 82 إمرأة العام الماضي. وتم تصنيف ربع تلك الجرائم ك"جرائم شرف". ولكن المسألة ليست في نسبة جرائم الشرف، ولكن في نسبة عدد المراهقين الأردنيين الذين يؤيدون قتل النساء بدافع الشرف.
لبنان باريس الشرق
تعتبر الناشطة هند دلة من شبكة "نساء من أجل النساء" أن هناك أكثر من 70 محاكمة أمام المحاكم اللبنانية اليوم أسبابها "قضايا شرف"، وكان عدد الضحايا فيها 82 من النساء. وهناك جرائم اشترك فيها أكثر من شخص واحد لقتل امرأة واحدة. ولكن الغريب أن هناك أكثر من 20 حالة قتل خطأ، أي أن المرأة المقتولة لم تكن هي المطلوب قتلها. أي ربع عمليات القتل التي طالت النساء كانت خطأ. وهذه النسبة لوحدها تعطينا فكرة عن الاستهتار في التعامل مع المرأة. وتضيف الناشطة أن 50% من الذين قاموا بعمليات القتل تلك كانوا الأزواج.
سوريا بعد النار وقبله
تعتبر الناشطة المدنية رباح "اسم مستعار"، أن الحديث عن الجرائم الجنائية لقتل السوريات في سوريا في هذه الفترة، يعتبر خيانة لكل الضحايا الآخرين، الذين يسقطون الآن بفعل الأزمة القاسية والخطيرة التي تعيشها سوريا. لكنها تؤكد أن الجريمة واحدة إذا كان القتل فيها يعود لأسباب سياسية، أو لأسباب جنائية.
وتضيف رباح، أن سوريا في كل عام تقريباً تسجل ما بين 300 و 350 جريمة قتل لنساء سوريات.
وأن غالبية تلك الجرائم يدخل تحت باب جرائم الشرف. وأن القانون السوري لا يحاكم القاتل على تلك الجريمة باعتبارها جريمة كاملة، وإنما يحصل فيها المجرم على أسباب مخففة للعقوبة.