المهندسة هناء الرملي وذاتها الإلكترونية
حاورها: محمد توفيق كريزم - وكالة أخبار المرأة
إمرأة هاجسها المثالية و الكمال .. واقعها التحدي و إثبات الذات .. خيالها أطياف بلون برتقال يافا و زرقة سماء الوطن .. هواؤها مشبع برحيق الحب و العطاء .
في جعبتها العديد من الشهادات , و في بالها الكثير من الأحلام , معارفها متنوعة , و خبراتها متراكمة , و قدراتها عالية , جعلت منها إسماَ على مسمى , و مصدر إهناء للأخرين .
إنها المهندسة الفلسطينية هناء الرملي الخبيرة في مجال الإنترنت , و المقيمة في الأردن , التي تقول أنها تابعت و قرأت كل ما كتب عن الإنترنت قبل دخوله الوطن العربي , وهي تمتلك موهبة الكتابة و رسم الكاريكاتير الساخر , و نشرت أعمالها الأدبية في شبكة نسيج السعودية , و عندما أحست أن رصيدها من الإنتاج الفكري يتزايد قررت أن يكون لها موقع في هذا الفضاء الشاسع عبر شبكة الإنترنت يتضمن مجموعة كتاباتها و رسوماتها و أبحاثها في مجال الإنترنت , فكان موقع هناء نت www.hanaa.net … و أسمت الموقع بإسمها كونها شعرت أنه تجسيد و مراَه لذاتها , و مع مرور السنوات بدأت تدرك أنه ذاتها الإلكترونية المفعمة بزخم المشاعر الإنسانية المنطلقة نحو اللاحدود .
و تضيف الرملي أن إنتفاضة الأقصى أثرت في نفسها بشكل عميق , جعلتها تشعر بتفاهة ما قدمت … فتوقفت عن الكتابة بهذا المجال , و جفت ريشتها من الحبر , و لم تعد تحدث موقعها الإلكتروني , و قررت أن يكون موقع هناء نت مسخراَ بالكامل لخدمة وطنها من خلال طرح قضاياه و مشاكله و معاناته , و في نفس الوقت بدأت بتأسيس و الإشراف على أكثر من منتدى فلسطيني في بعض المنتديات العربية , و هنا أدركت أن إستخدام الرسومات و الصور أكثر نجاعة و تأثيراَ من الكلمات , فاتجهت نحو عمل مجموعة تصاميم خاصة بفلسطين و تحديداَ لأطفال الإنتفاضة … و حيث أن الرسم بألف كلمة .. و الصورة الواحدة تغني عن كتاب بدأت تصاميمها و رسوماتها تلقى رواجاَ و صدى كبير في العالم من خلال موقع هناء نت و عرضها في الكثير من المنتديات العربية و تبادلها عبر المجموعات البريدية بين ألاف العرب و الأجانب في أنحاء العالم .
رسالة إنسانية
و أوضحت الرملي أنها أيقنت أن الشعب العربي هو شعب عاطفي و إنفعالي و حساس بطبعه .. و قد تأخذه الحياة بظروفها الصعبة و مادياتها لكنه سرعان ما يسترد وعيه , و تتحدث الرملي من منطلق ما تلقته على الإنترنت من تفاعل و تضامن من الناس في الوطن العربي و خارجه , ما دفعها لجعل تصاميمها بطاقات مراسلة , و من موقع هناء نت .. قاعدة إنطلاق لتواصل إنساني راقي و سامي عبر الإنترنت .. ولأنها أدركت محتوى مواقع الإنترنت المخصصة لبطاقات التهنئة و المراسلة الأجنبية منها و العربية بعيدة عن المشاعر الإنسانية فقد جعلت من موقعها مركزاَ للبطاقات العربية المعبرة ووضعت راية و شعاراَ له تحت مسمى التواصل الأسمى و عززت ذلك بتلك العبارة في الصفحة الرئيسية : ( إنطلق من موقع هناء نت .. راسخاَ بجذورك .. عملاقاَ بأصالتك .. متوجاَ بعروبتك .. حاملاَ لواء الفضيلة .. مجملاَ بتراثك العربي الإسلامي العريق ) .
من وحي هويتي
تشير الرملي في سياق حديثها المفعم بالأمل و التفاؤل أنها لم تواجه صعوبات أو مشاكل خلال مسيرتها , بل على العكس لاقت التشجيع و التكريم و التقدير و الإعجاب و التضامن سواء من المجتمع أو من زوار الموقع من كل أنحاء العالم من شخصيات عربية معروفة و إعلاميين معروفين و من مختلف المستويات الفكرية و العمرية من أنحاء العالم , لذا فهي يعتريها مشاعر الفخر و الإعتزاز كونها سيدة فلسطينية عربية إستخدمت ما تملك من خبرة ووسائل لتخدم به وطنها من داخل بيتها ليصل إلى قلوب و عقول الكثير من أنحاء العالم .
و تصف الرملي موقعها بذاتها الإلكترونية بكل ما فيها من صخب المشاعر و الأحاسيس , كل محتوى فيه هو نبض إحساس راودها .. و كل إبتسامة هي بسمة أمل و تفاؤل خبأتها في روحها , و كل لفته حزينة هي دمعة لم تفارق عيونها .. و كل خط فيها و لون و صوت و حركة هو صخبها و صمودها و إصرارها على البقاء و العطاء و التحدي , و كل تصميم سكبت به حبها لوطنها فلسطين و إرتباطها بأرضها و تلويحة حب و فخر و إكبار لأبناء فلسطين أطفالاَ و نساءاَ و رجالاَ , و تلويحة محبة و إعتزاز لأبناء فلسطين في الشتات , هؤلاء الذين يحملون فلسطين في داخلهم أينما ذهبوا و إرتحلوا , و تلويحة ود وحب و إمتنان لكل إنسان على هذه الأرض ذرفت عينه دمعة حزن على أطفال فلسطين .
المرأة و الإنترنت
تؤكد الرملي أن الإنترنت في عصرنا الراهن يعتبر بوابة المرأة العربية نحو العالم , إن هي إمتلكت إضافة لجهاز كمبيوتر و إشتراك و القليل من الخبرة , إمتلكت الهدف و القدرة و الإرادة و الصبر و التحدي , فالإنترنت وسيلة وسيلة إعلامية متاحة تخترق الحدود و الحواجز عبر هذا الفضاء الشاسع و الواسع , سواء من خلال إنشاء مواقع متخصصة بهذه القضايا .. أم بالمشاركة بمواقع عربية و عالمية كبيرة تطرح مواضيع و قضايا هامة , أما بكونها وسيلة للوصول إلى وسائل الإعلام و لمن بيدهم صناعة القرار فجمعيات المجتمع المدني التي تعنى بقضايا المرأة و حقوقها لها تواجد و دور لا بأس به على الإنترنت لكنه يحتاج إلى المزيد من التفعيل و الجهد فهو لايزال في البدايات .
و تشير الرملي إلى أنها تعكف حالياَ على تأسيس برنامج توعوي و إرشادي للأطفال و المراهقين و النساء أي للأسرة العربية بشكل عام يهدف لإستخدام الإنترنت بشكل إيجابي , و التحذير من مخاطر سلبياته , إنطلاقاَ من أبحاثها و دراساتها في هذا المجال تستعرض من خلاله نماذج لسيدات عربيات نجحن في ان يكن لهن دور فعال على الإنترنت , فالسيدة أمية جحا فنانة الكاريكاتير نموذج رائع و مشرف للمرأة العربية … كذلك الإعلامية الأردنية بريهان قمق لها إبداعها المميز , و هناك سيدات من دول عربية أخرى لهن دور عمل خلاق و فاعل يستحق الإشادة و التقدير , و عبرت عن أسفها للعدد القليل من السيدات العربيات اللواتي نجحن في مجال إقتحام عالم الإنترنت , و هناك من السيدات الناجحات من يغفل عنهن الإعلام .. و لا يلقي الضوء عليهن , و بدلاَ من ذلك يتم تسليط الأضواء على جواري الفيديو كليب .
و عبرت عن إستيائها الشديد من ما يحدث في شبكة الإنترنت على صعيد إستغلال النساء للفضائح , و نشر الرذيلة و تفاصيل الجرائم البشعة .
و إنتقدت الرملي منع الأهالي لبناتهم و الأزواج لزوجاتهم من إستخدام الإنترنت , معزية ذلك لعدم توفر الوعي و التوجيه لأهمية الإنترنت و للأفاق الواسعة التي يفتحها للمرأة العربية , و النظرة العامة للإنترنت بكونها وسيلة ترفيه و تسلية فقط هذا عدا تركيز الإعلام على جرائم و فضائح الإنترنت بشكل يثير و يحفز النظرة السلبية .
و فيما يتعلق بالخدمات التي يقدمها موقع هناء نت للمرأة الفلسطينية و المجتمع الفلسطيني عموماإعتبرت الرملي أن مضمون و محتوى الموقع لم يرتقي لمستوى تقديم خدمات مهمة و موجهة للمرأة الفلسطينية , لكنها تفتخر كونها قدمت لها على الإنترنت ما قدمه الفنان الكبير الراحل ناجي العلي لها من فن خالد في قلب ووجدان الشعب العربي من خلال موقع قامت بتأسيسه و تصميمه و هوwwwnajiaiali.net حيث كان بالنسبة لها ذات يوم حلماَ حولته بجهدها إلى حقيقة و كما يردد الفنان الكبير مارسيل خليفة ما كتبه شاعرنا العظيم محمود درويش :
( في البال أغنية .. يا أخت .. عن بلدي .. نامي لأكتبها )و تقول الرملي:( في البال أحلام عن بلدي … و أطفال بلدي … و نساء بلدي … قد يكون لي لقاء معكم يوماَ إن شاء الله …. لأحكيها )