شيرين أبو عاقلة.. شاهدة وشهيدة .. كتب اللواء/ طلال دويكات

 


يصرُ الاحتلال في كل لحظة أن يُظهر وجهه القبيح وإجرامه المتواصل وعدوانه المستمر على الكل الفلسطيني، بشراً وحجراً وشجراً، وأن ينشر رائحة الموت أينما حلَّ جنوده في أرضنا المقدسة فلسطين.

وفجر اليوم، الأربعاء 11/5/2022، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة بحق الصحفيين الفلسطينيين، رسل الحقيقة، بإطلاق النار بصورة مباشرة على مجموعة من الصحفيين لترتقي الفارسة شيرين أبو عاقلة شهيدة برصاص قناص محتل حاقد، ويصاب الصحفي علي سمودي، رغم ارتداء الصحفيين اللباس الواقي الموشح بشارة المهنة، لتكون أبو عاقلة الصحفية الخامسة والخمسين من بين كتيبة الكلمة الحرة التي تفضح جرائم الاحتلال منذ عام 2000.

لقد كانت الشهيدة شيرين أبو عاقلة طيلة مسيرتها المهنية في وسائل الإعلام المحلية والعربية، صوتاً فلسطينياً عالياً في وجه المحتل، وناقلاً أميناً لحقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وكاشفاً عن زيف ادعاءات مؤسسات الاحتلال السياسية والعسكرية، ومعبراً عن آمال وألام وتطلعات الفلسطينيين.

لقد أراد الاحتلال باستهداف أبو عاقلة اليوم إسكات فرسان مهنة المتاعب، الذين تفوقوا على آلة الموت خلال مسيرة النضال الطويلة من أجل دحر المحتل وانجاز الحرية والاستقلال، لكن دماء شيرين وروحها ستلاحق القتلة، أعداء الحياة، وستبقى سيفاً مسلطاً على رقابهم حتى ينالوا عقاب ما اقترفت أيدهم.

إننا في هذا اليوم المؤلم الذي ارتكبت فيه جريمة استهداف الصحفيين واستشهاد شيرين، أمام كاميرات التلفزة، والذي يصادف ذكرى قبول دولة الاحتلال عام 1948 عضواً في الأمم المتحدة بعد النكبة، نؤكد تمسكنا بحقنا ومواصلة درب الشهداء، وإصرار شعبنا على نيل حقوقه مهما بلغت التضحيات، واختلت الموازين.

ونعزي أنفسنا وشعبنا وكل الصحفيين الفلسطينيين وأصحاب الكلمة الأمينة بارتقاء شرين أبو عاقلة شهيدة.

 والمجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لأسرانا في سجون الاحتلال.

المفوض السياسي العام

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-