مثل يتكرر بين العامة ،حين يتزوج الرجل للمرة الثانية ،تجد أغلبهم يحنون للزوجة الأولى بعد زواجه بواحدة ثانية ،حيث يجد في الأولى الطعم الأول الذي تذوقه من معاشرته لها ،ويقارن مع زوجته الثانية الجديدة بأطباعها التي لم يألفها ،وبطريقة حديثها معه،وقد يجد أن العادة الأولى أكثر راحة وسهولة له في عادته التي يمارسها يومياً،فيعود للمرأة الاولى محبا عاشقاً،ومن الغباء أن لا تشعر زوجته بهذا لإنها تكون قد ألفت حياة عادية غير إستثنائية منه ،وحين يعود إليها متغزلاً ،عاشقاً متيما وكأنه يلتقيها لأول مرة،معربا عن شوقه وحبه لها فستهجن منه هذا السلوك ،دون إدراك أن السبب هو معاشرته لغيرها،وهوبطبعه كالطفل الذي قد يؤنبه ضميره إذا ما كان على علاقة بأخرى ومتزوج من غيرها ،دون أن يعلمها بذلك،وهنا يتفاقم شعوره بالذنب وإحساسه بالتقصير يدفعه لمغازلة الزوجة الأولى بطريقة مغايرة لما تعودت عليه معه،ودائما يحاول أن يكون متوازنا في علاقته ما بين الزوجة الأولى والثانية ظناً منه بأنه يعدل بينهما،وهذا من المستحيل أن يحدث ،فمعظم الرجال المتزوجون بثانية بعيدون كل البعد عن العدل بين زوجاتهم ،وقلة قليلة بنسبة لا تكاد تذكر قد يعدلون ،إن الرجل دائما بطبعه أناني ،يحب نفسه كثيرا، يحب من تهتم به وتسعده بطرق شتى،ويميل دوما إلى المرأة التي تصده ،كي يتقرب منها ،ويرغبها به بالعديد من الاساليب وآخرها يكون عرضه الزواج منها كي تتقبله ،لإنه يحب الإنتصار دائما، وحين يحظى بها يعتبر هذا إنتصارا كبيرا حقق فيه طموحه ،ورغباته في أن يضمها لحاشيته ،سيما إذا كان ميالاً دائماً للنساء بشغف،وكثيرون من الرجال يصفون المرأة بأنها مثل أنواع الفواكهة ، كل واحدة بطعم مختلف ،وهذا مغاير للواقع الإنساني لها لإنها مخلوق خاص لها ميزات تختلف عن باقي المخلوقات ،فالمرأة هي الحياة وهي المجتمع ،وهي الطبيعة الغناء التي خلقت على الأرض ،و المرأة هي إمرأة بكل الاصناف التي يتم تصنيفها من حيث الألوان والأشكال وتختلف النساء بأطباعهن ، بإستثناء قليل منهن ممن هن يحملن صفات الطيبة اللامتناهية ، والحب الصادق والإخلاص والوفاء لرجل واحد،والمرأة بطبعها تحب الإطراء والغزل وتحب التميز عن غيرها ،وتميل لمن يتحيز لها ،وتعشق من يذكر لها ذلك بشتى الوسائل حتى ولو بكلمة،أو بوردة حمراءالتي تشكل رمز المحبة والعطاء ،والوفاءلمن نحب ،،ومن المنصف في كلا الحالتين بالنسبة للرجل والمرأة هو التميز في عاطفة الحب المتبادل ،فالحب الصادق إن وجد فإنه يغطي كل العيوب والنواقص،ولهذا يردد بعض الرجال أغنية لصابر رباعي تعجبني بعنوان "أجمل نساء الدنيا في عيوني أنت"نعم المحب يرى حبيبه أجمل النساء ،و من كل شيء على الأرض ، وكذلك الرجل لا يهمه لون أو شكل المرأة إذا عشقها ،فيجدها أجمل شيء بالكون بنظره ،كما حصل مع قيس بن الملوح الذي كان متيماً بليلى وكان يردد للناس "ليتكم ترون ليلى بعيوني" ،فقد وجدها روح الروح والحياة وكل شي ،وكذلك العاشق يجد حبيبته أو المرأة العاشقة تجد حبيبها كل شيء رائع في الحياة،لهذا فإن الزوجة الثانية تكون دائما الضحية في هذا، حين تقبل الزواج من رجل متزوج قبلها وله تجاربه مع نساء قبلها ،لإنه بطبعه يميل للاولى ويقارنها بالأخريات ويتذكر ايامه الأولى مع زوجته الأولى ،وهي العروس الأولى التي رآها بحياته، وبنى معها بيت وأسرة وأنجب الأولاد منها ،فتأتي الثانية منقوصة الحقوق في كل شيء حتى أحيانا حتى قد تصل إلى الميل القلبي ،والرجل يعيش شخصيتين ودورين منفصلين ،ودائما ضميره يذكره دائمابإن زوجته الأولى أم أولاده، وحياته الاولى ،ويكرر لها أنت الثانية أي بعدها ،ويجب أن تتحملي نتيجة هذا الإختيار بأن تكوني الثانية ،لهذا ما قيل وتردد بأن القديمة تحلى ،يأتي لحد ما صحيح ودوماً "القديمة تحلى ولو كحلى" ودمتم بخير
"القديمة تحلى"
تعليقات