خلق الله كائنا بشريا و صوره في غاية الحسن والجمال و ان لم يكن حسنا فيزيولوجيا فانه حسنا روحيا راقيا..و ليس هناك كائن يحمل هذه الصفات سوى..المراة..الانثى....فهي منذ ان خلقت لم تنفك تسحر الالباب بحسنها ...و رغم ما يكمن من فرق بين مفهوم الانوثة ومفهوم النسوية الا ان الكلمتين تهتمان بكائن واحد هو الامراة...فمنذ القديم اولت المراة كل سبل العناية بذاتها و جمالها.. و رغم ان المجتمعات قد فرضت عليها لباسا معينا فيذهب بهم الظن انه ساتر لكل انحاء جسمها الا انها تفانت في ابراز مفاتنها.... فقد اشتهرت اروبا مثلا بالفساتين الفضفاضة منذ عصور خلت....فساتين لا تكشف من جسم المراة سوى وجهها و شعرها الجميل و يداها الناعمتان. ..و لكن المراة طورتها و جعلت الثوب يضيق من اعلى و يسترسل من اسفل لتظهر في شكلها و حسنها الذي تريده لنفسها..و لم تكن تلك الفساتين سترة للجسد فقط بل ايضا كانت الكيس العريض الذي تخفي فيه النسوة رسائل عشاقهن..و ارسالها للخادمة كي تحفضها لهن في صناديق الاسرار الصغيرة المرصعة ...ثم اخذ العصر يتطور الى ان التفت الفساتين حول الخصور و الاوراك و السيقان و شدت الى الجسم و تمايلت المراة بكعب عال زاد في حسن صورتها و انوثتها..مشية خفيفة تتمايل كغصن السرول...كانت للانوثة شكلها..و قد تتاقلم المراة مع شكلها فتتطبع بطباع الدلال و غيره من الاساليب الحلوة والعفوية..فتكون حلوة الحديث رقيقة المبسم ..ناعمة الصوت...و لكن مع تطور العصر و تغير اسلوب الحياة وخروجها للعمل ومشاركتها الرجل سبل الحياة اصبحت تضايقها القفازات و الاشرطة الجميلة الوردية والحمراء والبيضاء..و تعيقها الاحذية ذات الكعب العالي..و المظلات الصغيرة و التسريحات التي تتطلب وقتا طويلا وجهدا ...فاختارت لنفسها شكلا مغايرا هذا الشكل الذي يقربها اكثر من حياة الرجل..فبارتدائها للسراويل اي البنطلونات اصبحت عملية اكثر ...سريعة في مشيتها...عريضة الخطى...وعيونها الناعسة اضحت لامعة فتقرا فيها التحدي والثقة في النفس..و لا نستغرب اذا راينا مسحة طفيفة من الرجولة تتداخل في حديثها و ضحكتها و اسلوبها و حركاتها...و ربما بل فعلا اصبحت انوثتها صارخة اكثر في الجينز و في اسلوب حديثها...و لكن الشيء الوحيد الذي لا يجب ان تتخلى عنه المراة هي مسحة انوثتها..جمال وجهها و هي خجلة... جمالها و هي ترافع... وهي تدرس... وهي تخاطب...فانها قد تغرق في في بوتقة العصر و تواكب تطوراته و تبقى الانثى الجميلة و العملية في ان واحد
المراة الانثى عبر العصور
تعليقات